
تتجه وزارة التربية والتعليم إلى إدراج الرقمية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ضمن المناهج والصفوف المدرسية إدراكاً منها بأن مستقبل الشباب والطلبة مرتبط بهذه العناصر والتقنيات الحديثة، وانسجاماً مع توجهات الدولة والقيادة التي تؤكد دوماً أهمية التكنولوجيا كعنصر أساس لتحقيق التنمية المستدامة، ومواكبة التطورات العالمية في مجالات الابتكار والتقدم.
السير باتجاه الرقمية وتكنولوجيا المستقبل يتطلب من وزارة التربية والتعليم الاستمرار بالإجراءات والخطوات التي اتخذتها والعمل على تعزيزها والتوسع بها وتجديد ما يلزم بالمدارس والصفوف والحواسيب وشبكات الإنترنت، إلى جانب تهيئة المعلمين وتمكينهم بهذا الشأن فعلياً لا شكلياً، وعلى نحو يشمل التعليم الأكاديمي والمهني والمختبرات التدريسية والأجنحة الإدارية والمختبرات العلمية في المدارس.
وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران قال لـ «الدستور» إنه لا بد من إدراج التكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي وجميع التوجهات العلمية التكنولوجية ذات الطابع المستقبلي في المناهج، وأن تكون جزءاً من نشاط الطالب والمدرسة والمعلم، لأن مستقبل المجتمعات مرتبط بهذه المواد.
وأضاف بدران أن التمكن من مهارات التكنولوجيا والرقمية بات شرطاً أساسياً لأي وظيفة في المستقبل، فلا يمكن قبول أي موظف لا يتقن التعامل مع هذه المهارات، لذا لا بد من الاهتمام بهذه الفروع وتمكين الطالب ليصبح متمرساً بها على مدى سنوات، وهو الأمر الذي يستدعي تدريب المعلمين واقتناعهم بهذه المواد وعدم النظر إليها كمواد ثانوية، لأنها جزء أساسي من نشاط الطالب وصنع مستقبله.
وذكر بدران أن التعليم يتجه تدريجياً للتعلم الذاتي، ما يجعل الاهتمام بتعلم اللغة أمراً ضرورياً حتى يتمكن الطالب من التعامل مع ما يتيحه الذكاء الاصطناعي وشبكة الإنترنت.. فلا بد من اقتران المهارات التكنولوجية بالمهارات اللغوية.
وأشار بدران إلى أن المعلم بحاجة للتمكين بهذا الشأن عبر إعطاء دورات لجميع المعلمين خلال فترة الصيف وليس لبعضهم، لأن الأمر لا يقتصر على معلمي التكنولوجيا والحاسوب دون غيرهم، وحتى لا يكون التعليم شكلياً لا بد من التأهيل الجيد للمعلمين والطلبة وتزويد المدارس بالمعدات اللازمة من حيث الحواسيب وشبكات الإنترنت وكل ما يلزم، ليصار إلى تكوين بيئة عقلية وثقافية في المدرسة تتواكب مع متطلبات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والحاسوب.
وزارة التربية والتعليم بدروها ماضية باتجاه المهارات التكنولوجية، حيث أكدت أنه يتوافر في مدارس الوزارة نحو 74315 جهاز حاسوب سواء في المختبرات التدريسية أو الأجنحة الإدارية والمختبرات العلمية في المدارس، إضافة إلى 58315 جهازا للتعليم الأكاديمي و 16000 جهاز للتعليم المهني Btec .
ووفق الوزارة فإن هناك خطة للعام الحالي 2025 ضمن موازنة التجهيزات الحاسوبية لرفد المدارس بـ (5000) جهاز حاسوب حديث لاستبدال الأجهزة القديمة وتزويد المدارس المستحدثة بأجهزة حاسوب حديثة.
كما تعكف الوزارة حاليا على دراسة إيصال خدمة الإنترنت للغرفة الصفية من أجل تطبيق استراتيجية التعليم المتمازج مع ما يلزمها من أدوات تكنولوجية داخل الغرفة الصفية.
وعن الذكاء الاصطناعي قامت الوزارة بعمل دراسة استكشافية لجاهزية الأنظمة والبيانات لتتمكن من تنفيذ مشاريع تتعلق بالذكاء الاصطناعي وتم وضع توصيات وخارطة طريق واضافة مشاريع للوزارة ضمن الاستراتيجية الأردنية للذكاء الاصطناعي، حيث تم تحديد مشاريع تقوم الوزارة حالياً بالعمل على تنفيذها ووضع نطاق عمل لها. الدستور