
جو أكاديمي - تسهم المؤسسات التعليمية في لواء البترا بدور بارز في تعزيز الوعي السياحي لدى الطلبة والمجتمع المحلي، بما يتماشى مع مكانة المدينة الوردية كإحدى أهم الوجهات السياحية العالمية المدرجة على قائمة التراث العالمي.
فمن خلال إدماج موضوعات السياحة في المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية، تعمل المدارس والجامعات والمعاهد في اللواء على غرس قيم الانتماء والاعتزاز بالإرث الحضاري، إلى جانب تشجيع الطلبة على تبني سلوكيات تعكس صورة إيجابية عن الأردن أمام الزوار، كما يؤكد متحدثون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وقال مدير تربية لواء البترا علي النعيمات إن المديرية تولي الجانب السياحي اهتماما خاصا عبر تنظيم الندوات والرحلات التعليمية إلى المواقع الأثرية، بهدف تعريف الطلبة بأهمية حماية الموروث الثقافي، مشيرا إلى أن المدارس تشارك سنويا بحملات تطوعية للحفاظ على نظافة الموقع الأثري وتقديم الإرشاد السياحي المبسط للزوار.
وأكد عميد كلية البترا للسياحة والآثار في جامعة الحسين بن طلال الدكتور منصور عبد العزيز الشقيرات، أن الكلية تقدم برامج أكاديمية متخصصة تواكب التطورات العالمية في السياحة والآثار، وتتيح لطلبتها المشاركة في مشاريع ميدانية تسهم في توثيق المعالم الأثرية ودعم جهود الترميم.
وأضاف، إن الكلية ومن خلال اتفاقياتها الدولية ومراكزها البحثية، تعمل على نقل الخبرات العالمية إلى طلبتها، وتولي أهمية للتنمية المجتمعية عبر الشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي وتوفير الدعم اللوجستي لأنشطتها.
وأشار إلى أن الكلية نظمت على مدار السنوات الماضية عدداً من دورات الأدلاء السياحيين، وتستعد حالياً لإطلاق دورة جديدة عام 2025، لافتاً إلى أن التعاون مع سلطة إقليم البترا التنموي السياحي والقطاع السياحي يعزز تدريب وتأهيل الطلبة ويدعم دور الكلية في خدمة المجتمع والسياحة الوطنية.
وأشار الخبير التربوي أحمد العوضات، إلى أن غرس الثقافة السياحية في نفوس الطلبة يسهم في تكوين اتجاهات إيجابية نحو السياحة المستدامة، مبيناً أن التعليم يعد الوسيلة الأنجع لربط المجتمع المحلي بمقدراته الحضارية والاقتصادية.
وقالت المعلمة ميمونة السلامين، التي تشارك في نشاطات سياحية مع طلبتها، إن هذه المبادرات تترك أثرا ملموسا في نفوس الطلبة وتدفعهم للمشاركة في خدمة المجتمع المحلي، مضيفة أن المدرسة تعد بيئة مثالية لنشر الوعي السياحي وتوجيه الطلبة ليكونوا سفراء للمنطقة.
وأوضحت الطالبة في إحدى مدارس اللواء رهف الفرجات، أن مشاركتها في الأنشطة السياحية المدرسية علمتها أهمية الحفاظ على نظافة الموقع الأثري والتعامل بروح المسؤولية مع الزوار، فيما عبر الطالب في كلية الآثار محمد النوافلة، عن اعتزازه بدراسته التي تتيح له المساهمة في توثيق تاريخ البترا وتقديمه للعالم بصورة علمية دقيقة.
وينظر إلى هذه الجهود على أنها رافعة أساسية في دعم مكانة البترا، وتعزيز حضورها السياحي بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، ويجسد رسالة الأردن الحضارية أمام العالم.